الجمعة، 9 مارس 2012

يارب القادم أجمل





العقلاء في كل المجتمعات هم من يقدمون دائماً الأهم على المهم, ويفاضلون بين الأمور ويميزون بين الأشياء ويرفعون بعضها على بعض لما لها من قيمة وأثر في حياتهم الخاصة أو حياة المجتمع الذي يعيشون فيه, والإنسان بطبعه خلق في كبد وعناء يتطلع إلى الرقي إلى المدارج العليا والسمو فوق هام الجوزاء, لكن قليلا من الناس هم الذين لا ينطبق عليهم قول الشاعر:
راج الليل يعقد الأمل الضخم
فلمــا بدأ النـهــار أذابه
وكثير منهم يستيقظون من أحلامهم وتطلعاتهم على انحطاط آمالهم ويأخذ بهم اليأس كل مأخذ, وينسون أنه لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة, ولا نقول لهؤلاء إلا أن العمر لا يلتفت أبدا إلى الوراء, وسفينة الحياة أبحرت من شاطئها ولن تعود إليه إلى الأبد, وقد قيل بدل أن تلعن الظلام قم بإشعال شمعة! ولأننا في عصر لا مجال فيه للجاهل ولا مكان لعاطل وإنما المكان الأسمى والمنزلة العليا للأقوياء الطامحين إلى المجد, وإذا كان الإنسان هو نفسه محور الارتكاز, أي لا بد أن يكون وثابا إلى المعالي لتحقيق عظائم الأعمال فلا بد أن يكون هناك من يسترشد بتوجيهه السديد وعقله الرشيد ولا بد أن تقف جميع مؤسسات المجتمع الحكومية وغيرها وراء ذلك الطامح إلى المعالي مؤيدة ومناصرة له. فازدهار الفكر واستنارة العقل مع العزيمة هي ما يبنى بها كيان أي أمة, وهي الكنز الذي لا ينفد له ثراء, والطامحون فقط هم الذين يستحقون التعظيم لأنهم صنعوا من الظلام مصابيح تنير ظلمة العقل وتخطوا الحواجز واقتحموا كل الصعوبات فما كان طريقهم محفوفاً بالورد ومع هذا فقد يتعثر أولئك العمالقة بحجر المتأزمين أولئك الذين فشلوا في التخطيط وأصبحوا قادة لتخطيط الفشل.




كاتب المقال :
عبد الله بن رشدان الأحمدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق